ترتيب1

الجمعة، 8 يوليو 2016

7 Hebta

هيبتا

موقفي الشخصي من الروايات الرومانسية .. موقف مريض بعض الشيء ولعلي أشرت إليه من قبل ،،
أفضل عليها روايات (الرعب ) أو الخيال العلمي ..، لأني لا أقرأ بعيني بل بإحساسي بالكامل ..، يمكنني تقمص دور البطولة في أي قصة كما شادية في فيلم (عفريت مراتي ) وبالتالي قد أموت قهراً لو انتهت الرواية بفراق الأحبة ..، فأفضل الإبتعاد عن هذا النوع أسلم

لهذا ولأسباب أخرى تتعلق بالحقد على أبطال الروايات الغير موجودة في الواقع .. لم أقرأ في حياتي قصة رومانسية واحدة !

حتى طارت (هيبتا ) لتقع في يدي ..!

سلبت لبي ليس لأنها قصة رومانسية ولكن لأنها (تفسر الرومانسية ) .. تضع مشاعرنا تحت المجهر المكبر لكل خلجة تنتابنا في مراحل الحب السبعة ..

البداية .. اللقاء..العلاقة.. الإدراك ..الحقيقة ..القرار ..وأخيراً : "هيبتا "
الرواية تحكي عن محاضرة في علم النفس .. تفسر كيف نحب .. لماذا نحب .. وما هي المراحل التي يمر بها وكيفية النجاة به من تحديات عدة تواجهه في كل مرحلة

الواقع أن الكتاب جمع لي عقدتي (الروايات الرومانسية ) و(علم النفس ) ليقدمها في كبسولة مركزة ..، زاد عليها الإحساس بأني مكشوفة للغاية وأن هذا الكاتب عبقري بالفعل ليعرف كل ما نفكر فيه وما نمر به .. لذا لم تفارقني الرجفة إلا عندما ألقي به -الكتاب وليس الكاتب - لآآخر الفراش بطول ذراعي ثم أنهض وقلبي ينتفض لأبحث عن لا شيء في غرفتي أو جوانب شقتنا ..

ثم أعود لأنظر إليه ..

بل لينظر هو إلي ..! نظرة ساخرة كأنما يقول : " لا تحسبين أنك الأولى في أي شيء كل ما فعلتيه وما مر بك يفعله الجميع .. ولكنهم ينسون ..، قمة الحمق أن تظن أنك الأول أو الوحيد " !

الحب بالفعل هو وجع .. ولن تحب إلا من تدرك أنه يمكنه علاجه أو زيادته !

هناك فرق كبير ومساحة شاسعة .. بين الحب وبين افتعال حالة من الحب ..، الحب يجدنا ولا نجده وهو حالة نادرة للغاية ليست هي ما كنا نقرأ عنها ولا نشاهدها في الأفلام العربي القديمة ..،

جل العلاقات العاطفية تفشل لأنها عباره عن افتعال لحالة الحب .. شاب يعرف أن رجولته لن تكتمل إلا بارتباط بفتاة يمارس عليها رجولته .. ولا يمارسها لها ..، وفتاة تبحث عن (روميو) يؤدي بطبيعة الحال لزواج واطفال كما كل أفلام منى زكي وحنان ترك

"الحب ليس تعويض نقص وإنما إكتمال روح " رباااه كم كانت هذه الجملة بليغة تفسر كل شيء ..،

لطالما كرهت شباب الجامعة ..! كانوا مثالاً للتفاهه في كل شيء لم أقتنع بجلساتهم حول الجيتار ليستمعوا لأغنيات سخيفة من مطرب أسخف ينتابه الغرور لأنه استطاع لفت انتباه كل هذا العدد من الفتيات ..!

وكم ضحكت ساخرة من صديقة أو زميل رأيتهم يبكون بالدموع على حبيب خان ..!

وكان يستفزني بشدة اللون الأحمر في عيد الحب والدباديب الحمراء التي يحملها شباب مفتول العضلات ليقدموها لفتيات متأنقات ملطخات بالأصباغ فيصرخن في هيام وينهاروا بين أذرعهم

ربما فسر البعض ذلك بأنها الغيرة لأنني لست منهم ..، ولكنني أؤكد لكم أن الأمر ليس كذلك ..، وليس برود عاطفي وجفاف مشاعر

بالعكس.......

هو تقديس للمشاعر .. أعرف أن الحب أنقى وأقوى وأنبل من كل هذه المظاهر ..، نعم لم أعرفه في حياتي (متبادل ) على الأقل ..، ولكني أعرف ما هو ..،

حتى أتت رواية ( هيبتا ) لتقول لي .. أنتِ على حق ..! ليس كل ما رأيتيه حباً ..،

الحب ظاهرة قابلة للتكرار متى مهدت له الدنيا الظروف التي تهيئك للوقوع فيه فور اللقاء ..

لا مجال للحديث عن نقص فينا أو فالحبيب ..، لا مجال للحديث عن خطايانا وخطاياه .. لا مجال للحديث عن المنطق في تفسير أسبابه أو نتائجه

لا مجال للحديث عن (الأنا ) .. حيث يكون الإحتواء لذات آخرى هو الحياة لذاتك أنت

عندما تدرك أنك مكشوف الكامل لحبيبك .. كتاب يقرأه من دون جهد .. يمر فوق سطورك من نظرة عينيك من تنهيدة ملل .من حرف سقط سهواً ..

. تشعر به في قلبك في ضميرك بين تجاويف مخك ..

تبدأ تعرف الخوف لأول مرة لأن حياتك أصبحت لها قيمه هي حياة من تحب .. لأنك تخشى ضياعه تخشى تصاريف القدر فتتصرف بحمق .. يفهمه ويحتويه

عندها تعرف أن ما أنت فيه هو الحب بمعناه الحقيقي .. بمعناه الذي لم يعد له وجود

لكم تأثرت بهذه الرواية .. ولن يتلاشى مذاقها من لساني أبداً ما حييت ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق